/ الفَائِدَةُ : (90) /
27/04/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / ضُعْفُ إِدْرَاكَات الانسان للحقائق في هذه النَّشْأَة/ إِنَّ ما ورد في بيان سيِّد الأَنبياء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : «النَّاس نيام فإِذا ماتوا انتبهوا»(1) برهانٌ وحیانيٌّ دالٌّ على ضُعْفِ إِدْرَاكَات الإِنسان وضُعْفِ وعيه للحقائق في هذه النَّشْأَة كوعي النَّائم . نعم ، إِذا مات انتبه وازداد وعيه وإِدراكه ، وَازدادت إِحاطته ، وهذا مطابق لمفادات كثير من بيانات الوحي ، منها : 1ـ بیان قوله جلَّ قوله : [وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ] (2). فإِنَّ عنوان (الْحَيَوَان) صيغة مبالغة للحياة ، سوآء كانت حياة رغد أَم حياة عذاب . 2ـ بیان قوله عزَّ قوله : [وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ] (3) . فإِنَّه برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ أَيضاً على صيرورة إِدراكات الإِنسان مُسَلَّحة وذات حِدَّة بعد موته. وهذا على طرف نقيض لما يتوهَّمه أَصحاب النَّزعة والماديَّة كالسَّلفيَّة والوهابيَّة والعلمانيَّة ؛ فإِنَّهم يزعمون اندثار الإِنسان بعد موته ، وَأَنَّ الحياة الدُّنيا هي الصنم وقُطْبُ الرَّحَى ليس إِلَّا. وهذه صِفَةُ وسِمَةُ الملحد والكافر. فانظر : بيانات الوحي ، منها : بیان قوله عزَّ مَنْ قائل : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ] (4). وعلى نقيضه قامت صِفَة المؤمنين ؛ فإِنَّ الدُّنيا لديهم روضة واِعداد ضئيل وضامر لحياةٍ أَعظم من دون قیاس تأتي بعد ذلك . وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : بیان قوله جلَّ قدسه : [ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ] (5) . ودلالته واضحة ؛ فإِنَّ أَحد صفات المؤمنين الخطيرة : إِيمانهم بالغيب . وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 50: 134. (2) العنكبوت: 64. (3) ق: 21ـ22. (4) الممتحنة: 13. (5) البقرة: 2ـ3